Friday, February 8, 2013

ندوة «الفن الإسلامي والإبداع العلمي» تدشن فعاليات مهرجان مسقط للفن


Sat, 09 فبراير 2013
ناقشت الواقع بسلبياته وإيجابياته - رعى سعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر، تدشين أول ندوة فنية تقام بمهرجان (مسقط للفن) والتي تأتي ضمن فعاليات (مهرجان مسقط 2013) وهي ندوة (الفن الإسلامي والإبداع العلمي)، بمشاركة مجموعة من الباحثين في الفن الإسلامي، وهم الدكتور أحمد مصطفى أستاذ وباحث مبدع في الفن الإسلامي ومتخصص في علم الجمال في الإسلام بالمملكة المتحدة، والدكتور شربل داغر بروفيسور وأستاذ جامعي وباحث في تاريخ الفن الإسلامي، والدكتورة فينيسيا بورتر، مسؤولة قسم الآثار الإسلامية والفن المعاصر للشرق الأوسط بالمتحف البريطاني في لندن.
كانت أولى المحاضرات بعنوان (اقتفاء خطوات قلم فن الإسلام) قدمها الدكتور أحمد مصطفى، بعده قدم الدكتور شربل داغر محاضرته التي حملت عنوان (الفن الإسلامي بين الصورة والكتاب)، ثم ألقت والدكتورة فينيسيا بورتر محاضرتها، التي دارت حول (الأعمال الإسلامية المعروضة في المتحف البريطاني).
اقتفاء خطوات قلم فن الإسلام
بدأ الدكتور أحمد مصطفى محاضرته التي جاءت تحت عنوان «اقتفاء خطوات قلم فن الإسلام» بقوله: إن اجتماعنا اليوم هو لمناقشة واقع وحقيقة الفن الإسلامي، حيث توجد عدة أسئلة حول هذا المجال، ومنها: هل نتكلم عن فن الإسلام، أم الفن الإسلامي؟ وما هي صفة هذا الفن، هل هو فن مقدس، أو فن موضوعي؟، وما هي الوسيلة التي توضح هذا الفن؟ وما طبيعة هذا الفن؟، وأخيرا لماذا الخط العربي أصبح هو الفن الأساسي في الإسلام ؟.
وقال: وكما هو معروف، فإن معظم الباحثين يقولون إن العقل الفني الخلاق، الذي أدى إلى الإبداع في الخط العربي، يحظر الرسومات الأخرى، وهذا خطأ، فالمسلمون عبروا عن الفن بالعديد من الرسومات.
وأضاف: أود أن أعرض عليكم حالة النص العربي وقت الرسالة، وأمامنا رسالة من النبي، محمد صلى الله عليه وسلم، ونلاحظ أن الخط العربي فيها يفتقر إلى أي تكوين أو مفهوم حول الشكل، وخلال أقل من عشرين سنة لدينا هذه المخطوطة المكتوبة بالخط الكوفي المائل، ونرى أن الخط بدأ يأخذ نوعا من النظام في هذه الصفحة.
وقال: لدينا رسالة من القرن الثالث الهجري، وفيها يحاول الكاتب أن يعرض شيئا من الجمال في هذه الصفحة، وهذه لمحة عن الخط الكوفي وهو خط طولي. إن هذه الرسالة عبارة عن صفحتين بخط علي بن هلال المشهور بابن البواب.
ولا يوجد أي أثر لأي كتاب لابن المقفع خاصة بعد أن نهبت ثروات بغداد وأحرقت كتبها، وما بقي لدينا هو تعليماته حول كيفية خط هذه الحروف، وخضعت هذه الحروف إلى فك رموزها، ولسوء الحظ لا يستطيع أحد فك هذه الرموز، والذين يريدون أن يتعلموا الكتابة بهذا النظام، عليهم العودة إلى كتاب ابن المقفع.
وقد ضرب المحاضر بعض الأمثلة لكيفية كتابة بعض الحروف عند ابن المقفع، وبين المحاضر وصفا حول رسم بعض المثلثات والدوائر التي تتداخل مكونة حروف العربية، وقد أعطى العديد من الأمثلة لرسم حروف الهجاء حسب تعليمات ابن البواب.
وتساءل المحاضر: ماذا يجعل الفن الإسلامي إسلاميا، هل لأن الأوائل الذين درسوه هم من المسلمين؟ وأجاب: كلا ، فالفن لا يستحق أن يكون إسلاميا إلا إذا وصف بطابع الإسلام، والفن الإسلامي يشمل التنوع بكل هذه الرسائل.
الفن الإسلامي
بين الصورة والكتاب
وتحت عنوان «الفن الإسلامي بين الصورة والكتاب» قدم الدكتور شربل داغر البروفيسور والأستاذ الجامعي والباحث في تاريخ الفن الإسلامي، محاضرته التي بدأها بقوله: عملا بموضوع الندوة الذي يتحدث عن سيرورة العمل الإبداعي، فقد اخترت طريقة لعرض كيف كان الفنان المسلم يعمل في الكتاب الفني، وقد اخترت لعرضي الفني الفنان الذائع الصيت في الفن الإسلامي وهو الواسطي، في تصويره وخطه لمقامات الحريري، وهو عمل يمكننا من خلال دراسته أن نستخرج ما قام به الفنان الواسطي في عمله وسياساته، أما الهدف الآخر وراء هذا الخيار، فهو يشتمل على عدة أغراض ومقاصد وأهداف ستتوضح من خلال العرض، لكنني أجملها بالقول بأن درس الفن الإسلامي كما يحتاج إلى فن الحرف والقرآن، فإنه يحتاج إلى الأدب، فالفن الإسلامي يحتاج إلى كل هذه المعارف والصور المختلفة.
وأضاف: أعترف أن جزءا كبيرا من المشكلة أن الفن درس بصورة أساسية على المواد والتقنيات والأساليب التي قام عليها العمل، ولكنهم لم يهتموا بمصادر أخرى تساعد الباحث وهي مصادر الثقافة التي نشأ فيها هذا الفن.
وقال: أعترف أنه يصعب إذا لم نقل مستحيل كتابة تاريخ عن الفن الإسلامي ثم عاد وأكد الفكرة التي قالها عندما نشر محاضراته في كتابه، وذكر أن إحدى دور النشر طلبت منه مادة تنفع لموسوعة الفن الإسلامي فاعتذر وقال: يصعب كتابة تاريخ عن الفن الإسلامي، وفي هذا الاعتراف حسن تقدير من الباحث لأنها ليست مهمة الباحث وحده.
وأضاف: لن نجد كتبا عن الإخباريين القدامى ولن نجد كتبا عمن تحدثوا عن القيم الفنية الجمالية، لذلك أحاول اليوم أن أضيء بنور بسيط حول مخطوط له قيمة عالية مقدرة من مئات الدارسين في العالم.
وقد عدد الدكتور شربل داغر خلال محاضرته الأسباب التي دعته إلى الحديث عن هذا المخطوط.
الدكتور شربل داغر
في سطور
ولد عام 1950 في وطي حوب ـ لبنان، وحصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها من كلية التربية ـ الجامعة اللبنانية 1974 , وشهادة الكفاءة في اللغة العربية وآدابها من الكلية ذاتها 1975 , ودبلوم الدراسات المعمقة 1977 , باريس الثالثة ـ جامعة السوربون, ودكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية 1982 , باريس الثالثة ـ جامعة السوربون.
•يقيم الدكتور في فرنسا منذ 1976 , ويعمل صحفيًا في المجال الثقافي منذ 1974 عين أمينا عاما لجائزة الشعر الإفريقي منذ تأسيسها 1988 ، من أبرز دواوينه الشعرية: فتات البياض 1981 ـ دم أسود 1989 ، ومن أهم مؤلفاته: التقاليد الشفوية العربية (بالفرنسية) ـ الشعرية العربية الحديثة ـ الحروفية العربية: فن وهوية ـ ترجمة رسائل الشاعر رامبو إلى العربية.
الأعمال الإسلامية المعروضة في المتحف البريطاني
ختام أعمال ندوة «الفن الإسلامي والإبداع العلمي» التي دشنت فعاليات «مهرجان مسقط للفن» وأقيمت بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر، كان مع الدكتورة فينيسيا بورتر، مسؤولة قسم الآثار الإسلامية والفن المعاصر للشرق الأوسط بالمتحف البريطاني في لندن، حيث قدمت محاضرتها حول «الأعمال الإسلامية المعروضة في المتحف البريطاني» وقالت فيها: يضم المتحف البريطاني العديد من الأعمال الإسلامية التي أبدعها فنانون إيرانيون ولبنانيون وعراقيون، وقد استطاع الفنان الإسلامي والعربي أن يتخطى حدود بلاده إلى العالمية، ليعرض فنه وإبداعه وهو على درجة كبيرة من الوعي لما يحدث في بلاده، وقد ترجم كل ذلك من خلال أعماله الإبداعية.
وأعقبت هذه المحاضرات الثلاث مداخلة للجمهور حول مضمون المحاضرات وما جاء فيها من معلومات غاية في الأهمية

No comments:

Post a Comment